الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية آمنة منصور قروي: مية الجريبي وراضية النصراوي لم تمتلكا الجرأة للترشح للرئاسة

نشر في  09 أفريل 2014  (15:21)

بعض الاحزاب تحاول عرقلة حكومة جمعة وإفشالها

أنا وجه جديد وخال من السوابق وبإمكاني الفوز في الانتخابات القادمة

خلقت امنة منصور القروي في الآونة الاخيرة الحدث، لا لشيء سوى لأنها أعلنت عن نيتها الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، وهي المرة الاولى في تاريخ تونس التي تعرب فيها امرأة عن رغبتها في أن تصبح رئيسة جمهورية، قرار رحب به البعض وفوجئ به آخرون واستنكرته فئات معينة من المجتمع.. آمنة منصور القروي، هي في الحقيقة امرأة أعمال لا ماض سياسي لها ولعلّ هذا ما دفع البعض لمحاولة معرفة من تكون هذه السيدة، وما الذي دفعها الى اتخاذ هذا القرار الجريء، من يقف ورائها وماهو برنامجها.. أسئلة عديدة يطرحها الشارع التونسي.. أخبار الجمهورية كان لها لقاء بآمنة منصور القروي لتجيب عن كل هذه الأسئلة...

آمنة منصور القروي، أول امرأة تترشح للرئاسة فهل أنت مدركة لحجم المنافسة التي تنتظرك؟

بطبيعة الحال أنا مدركة جدا لطبيعة وحجم المنافسة،لكني سأكون على أتم الاستعداد لان المرأة التونسية وبعد أكثر من 60 سنة من الاستقلال لم تصل بعد الى المكانة التي تستحقها، خاصة من ناحية تمثيليتها في الحكومات المتتالية، حيث نجد معظم الوزراء من الرجال، وهنا لا نستطيع الحديث عن الديموقراطية والمساواة بين المرأة والرجل لذلك كخطوة اولى رأينا انه من الضروري ان تكون المرأة في مواقع القرار ولما لا في أعلى سلطة، وشخصيا لست خائفة من هذه الخطوة لأنني أحمل فكرا جديدا كما سأعمل عل تشريك كل الخبراء والكفاءات، فأنا لا أرى نفسي كرئيسة جمهورية أشتغل بمفردي، من جهة اخري اشير الى ان المترشحين حاليا لرئاسة الجمهورية سبق لهم ان شغلوا مناصب مختلفة سواء قبل أو بعد الثورة وفي رصيدهم عديد النجاحات وكذلك الفشل، لكن التونسي وبطبعه لن يتذكر سوى فشلهم..

وأنت خالية من السوابق في المجال السياسي؟

بطبيعة الحال فأنا كنت انشط في المجتمع المدني ولم أخض تجربة سياسية الا بعد الثورة، ولعلّ ما دفعني الى اتخاذ هذا القرار هو إيماني بالعدل لأني شعرت ان العدل هو ما ينقص تونس في هذه المرحلة ودون عدل لا توجد ديمقراطية

ألا ترين أن الشعب التونسي تعود على صورة نمطيّة للمرأة السياسيّة حيث عادة ما تكون المرأة وزيرة المرأة؟

للأسف الشديد هذا صحيح، رغم أن تاريخ المرأة التونسية مهم للغاية سواء من ناحية نضالها أو من ناحية تفوقها العلمي أو في شتى المجالات الاخرى، ونحن اليوم نبني لمستقبل نسائي بمعنى أنّه لو لم أفز في الانتخابات القادمة فأنا على يقين بأن المرأة التونسية ستصل الى هذا المنصب في قادم السنوات

هل توافقيني الرأي في أن كونك فقط إمرأة ليس كفيلا بترشحك لهذا المنصب؟

في البداية أفيدك ان الخبرة تتولد تدريجيا، كما أني امرأة مختصة في كل ماهو تصرف، وبحكم عملي فلي علاقات ومعرفة جيدة بكل الوزارات كوزارة أملاك الدولة والفلاحة والتعليم والصناعة والمالية والتشغيل، وبالتالي أنا ملمّة بكل القطاعات الحيويّة رغم قلّة خبرتي في المجال السياسي، ولا تنسوا ان رئيس الحكومة الحالي السيد مهدي جمعة لا ماض سياسي له ورغم ذلك وصل الى هذا المنصب وبالتالي لا أرى فرق بيننا، وكوني امرأة لا يحرمني كذلك من منصب رئاسة الجمهورية.

لكننا انتظرنا ان تقدم على مثل هذه الخطوة الجريئة مناضلات حقيقيات على غرار مية الجريبي وراضية النصراوي وليس امرأة أعمال؟

أوافقك الرأي في كون مية الجريبي وراضية النصراوي من المناضلات في الحقل السياسي والحقوقي، لكنهما لم تمتلكا الجرأة الكافية للترشح لهذا المنصب، كما أن عدم ترشحهما لا يمنعني من فعل ذلك وكما أخبرتك ان لي ماضي في العمل في المجتمع المدني وحاليا امتلك برنامجا يؤهلني للترشح لرئاسة الجمهورية.

تحدثتي عن البرامج فماذا تحمل آمنة منصور قروي في جرابها للشعب التونسي؟

الثابت ان برنامجي سيكون شاملا ويهتم بكل المجالات ويعتمد على خبراء وكفاءات في شتى الميادين وسنحاول من خلال هذا البرنامج التأقلم مع الوضع الحالي للبلاد التي تمرّ بفترة صعبة جدا سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو الامني أو من ناحية العلاقات الديبلوماسية، وعموما لا يمكنني اطلاعكم على كل البرنامج طالما لم يحدّد بعد القانون الانتخابي، كما أنّي لم اتقدم رسميا لرئاسة الجمهورية ماهي إلاّ نيّة للترشح..

تتحدثين عن وعود والشعب التونسي ملّ من وعود رجال السياسة التي لم تتحقق على أرض الواقع؟

إذا فقد الشعب التونسي الثقة فسيفقدها في الجميع وهذا ليس بالحلّ، ومع ذلك أعيد وأذكركم بأنّنا وجه جديد وخال من السوابق في المشهد السياسي، كما أعتقد أن الشعب التونسي كسب الخبرة الكافية التي تجعله اليوم يفرق بين الصادق من عدمه، ولعلمكم نحن لا نفكر في المرحلة القادمة فقط، بل نسعى حاليا الى مساعدة الحكومة الحالية وتقديم بعض الحلول والبرامج وذلك بهدف الخروج من هذه المرحلة، وذلك لإيماننا بضرورة بناء تونس من جديد وأن نقف صفا واحدا وهذا ما لم تستوعبه بقية الاحزاب للأسف لان هدفها هو الاستعداد للانتخابات القادمة لا غير، متجاهلون ان هذه الحكومة هي حكومة تكنقراط وتفتقر الى التجربة، بل هناك فيهم من يحاول عرقلة عمل هذه الحكومة وإفشالها لإبراز ان كل الحكومات فاشلة خاصة مع الوضع الذي تمر به البلاد وهذا ليس في صالح تونس وكل ما أتمناه هو ان تتّحد كل الأحزاب لتقوية الدولة والادارة التونسية.

وأنت تتحدثين عن كل الازمات التي تمر بها البلاد، ألا ترين أن منصب رئاسة الجمهورية لم يعد مغريا؟

هو تحدي ولا علاقة له بالاغراء ومن المؤسف ان نتحدث عن رئاسة الجمهورية التونسية من هذا المنطلق.. من جهة اخرى رئاسة الجمهورية هي مؤسسة من مؤسسات الدولة ومحاطة بالكفاءات والخبرات والمستشارين وعلى رئيس الجمهورية ان يجيد اختيار كل المحيطين به لتحقيق النجاح في صلب الصلوحيات المناطة اليه، بصفة عامة أنا لست خائفة من خوض هذه التجربة ومستعدة لها جيدا ومتأكدة من الفوز لو توفرت منافسة سياسية شريفة، من جهة اخرى أفيدكم انه بإمكاني الفوز لأني سأعتمد على الشباب وعلى إيجاد الحلول لهم كما سأحاول إيجاد الحلول لكل المشاكل التي يعاني منها واعادة الثقة والامل إليه..

في انتظار ما سيفرزه القانون الانتخابي ماهو تعليقك على قانون العزل السياسي؟

كإمرأة أؤمن أنه لبناء مجتمع سليم لا بد من الاختلاف، والعزل والاقصاء مرفوضان الا في حالة واحدة وهي بتّ القضاء في اشخاص بعينهم بمعنى ان القضاء هو الفيصل ولنتخلص من اللغة الخشبيّة على غرار الازلام ورموز النظام البائد، عموما لغة العزل والاقصاء جاء بها رجال السياسة وليس الشعب.

يقال هناك من يقف ورائك ويدعمك فما مدى صحة ما يشاع؟

هذا سأعلمكم به في الوقت المحدد له، والاكيد هناك من يقف ورائي ويدعمني وسأعلن عن ذلك بعد الانتهاء من صياغة القانون الانتخابي

ماهي طبيعة علاقتك ببقيّة الاحزاب وهل توجد نيّة للتحالف؟

طيبة للغاية، وبخصوص التحالف هذا مرتبط بمدى تقبل الاحزاب لفكرة ترشح امرأة لرئاسة الجمهورية وهذا مالم أجده الى حد هذه اللحظة، كما لم تتصل بي أية جهة سياسية.

اعتبرت أنّ حركة النهضة كانت المعارضة الوحيدة لبـن علي ألا ترين انك تجنيت على المعارضة بصفة عامة وخاصة اليسار منها؟

لقد تم اخراج تصريحي من سياقه، فأنا قلت ان حركة النهضة هي الوحيدة في تلك الفترة التي تحدت بن علي ولم تكن تملك ترخيصا وأنا لا يمكنني المزايدة على المعارضة التونسية خاصة من ظلم منها وتعذّب،

من المفروض أن تكون علاقة رجل السياسة جيّدة بالاعلاميين.. لكنك بادرت مؤخرا ورفعت قضية ضد صحفي بجريدة صوت الشعب على خلفية اتهامه لك باشتراء أرض بهدف التنقيب على الاثار، ألا ترين انك في غنى عن هذه الحرب وأنت في بداية مشوارك السياسي ؟

لست مخطئة فأنا أؤمن بالعدل وأرفض الظلم فكما أرفض أن أظلم أي شخص ارفض كذلك ان يعتدي علي احدهم أو يظلمني، فهذا الصحفي حاول تأليب الناس ضدي على خلفية اني سياسية وفي الان ذاته امرأة أعمال وروّج أن لي علاقة قرابة تجمعني بحامد القروي، اي أن الارض الفلاحية التي أملكها لها علاقة بالنظام السابق وهذه مغالطات لأني لست صاحبة المشروع بل كمال القروي هو صاحبه، مع العلم اني راسلت الجريدة ومددتهم بكل الوثائق لكن وللاسف لم يعيروا مراسلتي أدنى اهتمام كما تمّ حرماني من حق الردّ، وهو ما دفعني الى رفع قضية لاني صادقة وأملك كل الوثائق التي تبرئني من التّهم التي كيدت لي..

من نعتقدين انه المنافس الشرس لك في الانتخابات القادمة؟

جمعيهم منافسون، وخاصة من له برنامج افضل من برنامجنا، ويتماشى مع طموحات التونسيين .

ماهو تقييمك لأداء المنصف المرزوقي؟

كنت أتمنى الا يتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى، من جهة اخرى أنا لا أستطيع تقييم شخص والحكم عليه لأنّ صلاحياته محدودة..

أكدت في حوار تلفزي انك ستفوزين بنسبة 60 % من أين لك كل هذه الثقة؟

ان كنت لا أثق في نفسي فكيف أنتظر من الشعب ان يثق بي، والحمد الله اني لم أقل اني سأفوز بنسبة 100 % بعيدا عن اجواء الرئاسة،

ماهو تعليقك على الحكم بـ 7 سنوات سجنا على مغتصبي احدى الفتيات من اعوان الامن؟

أنا ضدّ الاعتداء على شرف المرأة وعرضها ومعاملتها على أساس كونها كائن ضعيف وأعتقد أن الحكم كان ضعيفا جدا ومن المفروض أن تكون العقوبة أشدّ، وهنا أشير الى أننا مطالبون بمحاسبة الفاسدين في القضاء لتحقيق استقلالية هذا القطاع..

هل يمكن القول ان سلاحك في الفترة القادمة سيكون حقوق المرأة ومجلة الأحوال الشخصية؟

بطبيعة الحال سأسعى الى تكريس وضمان حقوق المرأة لكن للرجل كذلك نفس الحقوق أي أنّني لن أتحيّز للمرأة فقط، مع العلم أني أعشق النقد وانتظر ان تنقدني المرأة قبل الرجل.

«لا خير في أمّة تقودها امرأة» فماذا تقول امنة منصور قروي؟

الله سبحانه وتعالى كرم المرأة بسورة النساء كما ان الرسول الكريم أوصى بالنساء وكان يحترم المرأة التي احتلّت مكانة هامّة في عهده.

ختاما، ماهو الوجه الاخر لك والذي لا يعرفه الشعب التونسي؟

اضافة الى كوني امرأة اعمال،انا رسامة وانا امرأة تقدس العائلة والاستقرار وأؤمن بالصدق والتسامح ولا مكان للكره في حياتي، اضافة الى كوني امرأة عصرية لكن في نفس الوقت متمسّكة بعاداتنا وتقاليدنا وديننا وما يفرضه عليّا من عبادات، وهنا أشير الى ان والدي حج 21 مرة وانا افتخر كثيرا بهذا، من جهة اخرى انا احب الثقافة والفنون وهنا ادعو وسائل الاعلام الى الاهتمام اكثر بالمثقفين لان الشعب ملّ من التشنج في الحوارات السياسية الذي افضى الى العنف والارهاب.

حاوتها: سناء الماجري